نوبات الهلع والقلق وجهان لعملة واحدة، فمن الصعب محاولة التفريق بين النوبتين؛لان التظاهرات السريرية والأعراض ذاتها، وأيضا تشابه العلاج.
كثيراً ما صادفنا في حياتنا اليومية أشخاصاً في لحظة ما يصرخون ويرتجفون ويرددون كلمات وعبارت متسارعة غير مفهومة ومتقطعة الأوصال، فسرعان ما يتبادر لذهننا أنهم على الأرجح قد بدأت لديهم نوبة هلع.
والآن سنقدم لكم كافة المعلومات عن نوبات الهلع والقلق وسيكون تركيزنا اكثر قليلاً على نوبة الهلع وكيفية التعامل معها.
ماهي نوبة الهلع ؟
نوبة الهلع :هي من اضطرابات القلق ويصاب فيها
الشخص بهجمات مفاجئة من الذعر و الخوف الشديد بشكل منتظم مترافق مع أعراض جسدية
وعاطفية أخرى.
الفرق بين نوبة الهلع والقلق ؟
في أغلب الاحيان يصعب التفريق بين كلتا
الحالتين ونحتاج لأخصائيين نفسيين للتشخيص الدقيق الصحيح.
والآن سنستعرض أهم الفروق بين الحالتين :
- قلق وذع نوبة الهلع مفاجئ دون سبب واضح ومستمر لفترات قصيرة حيث تبلغ النوبة ذروتها بعد ١٠ دقائق من بدء النوبة اما الحالة الثانية فالذعر في اوقات معينة استجابة لمحفز خطير واستمراريتها لفترات ربما اسابيع او أشهر أو سنين.
- من ناحية التأثير على الأعمال اليومية فنوبة الهلع تكون ذات تأثيرات سلبية ملموسة وواضحة.
أنواع نوبات الهلع
تقسم نوبات الهلع تبعاً للارتباط بالمواقف إلى :
- غير مرتبطة : حيث تكون مفاجئة ومرعبة ولاترتبط بأي موقف معين أو حادثة.
- مرتبطة : ومنها المرتبطة بالمخيف وغالباً ماتحدث لدى مرضى اضطراب الرهاب أو الوسواس القهري ويعاني من القلق التوجسي قبل مواجهة الموقف ،وهناك الثانوية لسبب عضوي أي حدوث تغير عضوي في الجسد كمرض باطني، اعتلال قلبي، او تناول منشطات الجهاز العصبي بكثرة ودون استشارة طبية.
الأعراض الجسدية والنفسية
هناك العديد من الأعراض والتظاهرات السريرية لهذه
النوبات ،وبإمكاننا تمييز نوعان منها :
1. الجسدية:
- الشعور بالغثيان.
- زيادة عدد ضربات القلب.
- الدوخة والتعرق الشديد.
- الشعور بوخز في الأطراف أو تنميل.
- رجفة شديدة.
- ضيق نفس.
- اضطرابات هضمية كتشنج القولون التهيجي.
2. النفسية:
وهي الأكثر تدميراً وإيذاءً.
- الشعور بأن مآله الموت فتلقائياً سيتولد الشعور بالخوف من الموت.
- التفكير وإشغال العقل بأفكار مزعجة ومخيفة وتسبب الخوف.
أما عند كبار السن:
- الاكتئاب المتوسط وأحياناً الشديد
- كره التواجد في المجالس والمخالطة لأشخاص أخرين.
- الخوف من مغادرة المنزل.
العلاج النفسي والدوائي
يساعد اتباع كورس علاجي محدد على التخفيف من حدة وتواتر النوبة وأيضاً تحسين وتغيير نمط الحياة بحيث يتلائم مع المرض، ومازالت الآراء والأبحاث القائمة على إيجاد علاجٍ شافٍ بشكل كامل للمريض
أولا: العلاج النفسي السلوكي :
يقوم به مجموعة من المعالجين النفسيين دون
تواجد أطباء نفسيين ؛لأن الاعتماد هنا والتركيز على السلوك ولايهدف للمعالجة عن
طريق الدواء ،حيث يهدف لتحديد نماذج الأفكار السلبية والتفسيرات الخاطئة التي تغذي
النوبات.
ونذكر منها :
- تمارين الاسترخاء العميق حيث تساعد على التغلب على التوتر والقلق.
- محاولة تحديد سبب النوبة أو المؤهب لحدوثها في بعض الأحيان حتى يتم التأقلم التدريجي معه.
- الاستمتاع بالحياة والترويح عن النفس دائما.
- القراءة والاطلاع عن نوبات الهلع والقلق مما يساعد في تخفيف مشاعر الخوف الشديد أثناء النوبة.
- إغلاق العينين ومحاولة التفكير بالذكريات
الإيجابية والجميلة بأدق تفاصيلها.
- أثبت الدراسات الحديثة بأن وجود ورد اللافندر ورائحته يخفف من شدة النوبة ، ومازالت الأبحاث مستمرة وقائمة لإيجاد آلية التأثير هذه.
ثانياً: العلاج الدوائي
يلجا إليه المريض عند فشل العلاج النفسي
السلوكي وتفاقم الحالة كثيراً ومنها:
- مضادات الاكتئاب ولها أنواع كثيرة وأكثرها استخداماً تلك المعتمدة على تثبيط إعادة قبط السيرتونين من الفلح المشبكيومنها : لوستريل ،زولترال ..إلخ.
- المهدئات: ومنها فصيلة البنزوديازيبينات "ديازيبام"
وهذه الفصيلة هي الأقل خطورة وسمية وضعيفة على
أن تسبب إدمان.
أقرأ أيضاً: ما تريد معرفته عن مرض الزهايمر
تجارب الناس مع نوبات الهلع والقلق
تقول امرأة أمريكية بعد اتباعها العلاج المناسب
:
عندما تشعر بحدوث النوبة وتسمح لها ان تحدث ولا تقاومها فإنك تخبر عقلك الباطن أنك تعلم أن هذه الاعراض كاذبة ومخاوفك زائدة ومع الوقت يصبح الأمر اعتيادي.
يقول البروفيسور "بول سالكوفيسكيس"وهوطبيب
نفسي في الجامعة البريطانية الملكية:
" دائما ما تنقضي نوبات الذعر هذه ولاتدل
الأعراض المصاحبة لها على أي شيء مؤذٍ قد يحصل حسب اعتقادك"
ويقول أيضاً :"من المهم ألا تدعها تقيد حركتك
وممارسة نشاطاتك اليومية.
وفي ختام المقال أتوجه بالنصيحة لكل من يرى نفسه مصاب بهذه الحالة التوجه للمعالج النفسي واتباع تعليماته وعدم إهمال الحالة .
تعليقات
إرسال تعليق