تفسير الرؤى و الأحلام
في البداية لابد من القول بأن عالم الأحلام هو عالم خفي مبهم ، مليء بالغيبيات ، و الأسرار الدفينة. أثناء الحلم نشاهد العديد من الأشخاص و الرموز و الأماكن التي من الممكن لنا أن نكون قد رأيناها على ارض الواقع ، و تارة أخرى نرى أنفسنا في اماكن لم تطأها أقدامنا من قبل ، فما هي الأحلام ، و ما تفسيرها ، و هل لها علاقة بطموحاتنا و حياتنا الواقعية ، و ما مدى تاثيرها في حياة الحالم .. دعونا نكتشف ذلك في هذا المقال الشيق
👇إقرأ موضوعنا 👇
الأحلام من وجهة نظر علم النفس
وفي نفس السياق ، قام العديد من علماء علم النفس بتفسير الأحلام من وجهة نظر علم النفس ، و قد تباينت الآراء فيما بين العلماء ، فمن وجهة نظر سيغموند فرويد فإن الأحلام عبارة عن تحقيق لرغبات مكبوتة ، فمن يريد التحرر من سلوكيات تقيده في الواقع ، يرى ذلك في الأحلام ، فمن لا يملك تغيير واقعه يرى أنه يطير
لكن العالم كارل يونج يختلف مع سيغموند فرويد في ذلك، فهو يعتبر الأحلام وسيلة فعالة لتحقيق التوازن المفقود بين العقل الباطن و الواقع ، كما تشير بعض الأبحاث في الآونة الآخيرة، بأن الأحلام ممكن أن تحدث نتيجة اصطدام الحالم بموقف معين في حياته الواقعية قد أثر عليه بطريقة ما ، ثم يراه فيما بعد في الأحلام على سبيل المثال ، إذا كان لدى الشخص فوبيا من الأماكن المرتفعة في الحياة الواقعية ، سوف يرى نفسه على الغالب في أعلى قمة جبل أو مرتفع في الحلم
👇إقرأ موضوعنا👇
حب الشباب و طرق علاجه و اسباب ظهوره
تفسير الأحلام في ضوء القرآن و السنة
و في نفس السياق ، تناول العديد من علماء الرؤى و الأحلام في العصور الحديثة، تفسير الأحلام من منطلق آخر ، حيث اعتبروا أن العلامات الصغرى ليوم الحساب قد بدأت ، و إن تحقق الرؤى التي يراها المسلم من تلك العلامات ، و لا شك في أننا وصلنا إلى زمن قد ماتت فيه كافة القيم الاخلاقية ، و القابض على دينه في هذا الزمان كالقابض على جمر في يده ، حيث أن الإسلام قد بدأ غريبا و سوف ينتهي غريبا ، فتلك الرؤى هي رسائل من الله عز وجل، و تسمى بالرؤية الصالحة و تحمل بشارات من الله عز وجل للحالم بأمور فيها صلاح دنياه و آخرته ، و هنالك الأحلام أو الكوابيس التي تعد من الشيطان و هدفها إحباط المسلم و تثبيط عزيمته عن الرجوع إلى طريق الله عز وجل ، و من العلماء الشهيرين الذين استندوا في أبحاثهم عن تفسير الأحلام على آيات القرآن الكربم و الأحاديث النبوية الشريفة، بالإضافة إلى بعض الإجتهادات الأخرى في هذا المجال نذكر كلا من ابن سيرين و النابلسي و ابن شاهين و الظاهري ، إلا أن كتاب إبن سيرين في تفسير الأحلام قد تم تحريفه بشكل كبير و لم يصبح مرجعا قويا كذي قبل لتفسير الأحلام ، و هنالك العديد من الأحلام التي نراها و لا نملك تفسيرا لها قد فسرها كل من النابلسي و ابن شاهين، و سوف نذكر منها ما يلي
تفسير رؤيا البحر
تدل رؤيا البحر في المنام على المستقبل المجهول و السلطان العظيم ، فإذا كان البحر هادئا صافيا ، فإن ذلك بشرى خير للحالم بتحقيق أمانيه ، و من رأى نفسه يغرق في البحر و هو طالب علم ، فتفسير ذلك يعود على العلم الوفير الذي سوف ينهله صاحب الرؤيا في المستقبل ، اما إذا كان البحر هائجا عكرا فيعبر عن المشاكل و الهموم، التي سوف تصيب صاحب الرؤيا او أنه سوف يتعرض لظلم، من صاحب علو و مكانة
تفسير رؤيا الضياع في الأحلام
و قد تطرق النابلسي إلى تفسير الضياع في الرؤيا ، فإن كان الشخص التائه صاحب علم و تقوى ، فإن الناس سوف يستفيدون و ينهلون من علمه بشكل كبير للغاية ، و عند رؤيا الفتاة للعزباء للضياع في الرؤيا ، فإنه دليل على حاجتها للأمان و فقدانها للإستقرار و توجسها من كل من حولها و عدم ثقتها بهم ، و قد يدل الضياع أيضا على القلق و الإضطرابات التي يعيشها الرائي في حياته الواقعية
👇إقرأ موضوعنا👇
تفسير رؤيا البكاء في الأحلام
و قد أشار النابلسي في هذا السياق أن البكاء إذا ترافق بالصراخ و العويل و الدموع الحارة، فإنه يعبر عن شقاء صاحب الرؤيا و تعرضه للهموم و المشاكل ، أما الشخص الذي يرى نفسه يبكي من خشية الله عز وجل ، أو ندما على ذنب قد إقترفه في حياته فهذه الرؤيا تدل على نجاته من الغم و دخول السرور و الفرح إلى حياته من جديد ، طالما كان بكاؤه خاليا من الصراخ و اللطم ، و ارتداء الملابس السوداء
تفسير رؤيا الاموات في الاحلام
و قد فسر كل من النابلسي و ابن شاهين هذه الرؤيا على العديد من الأوجه ، فقد ذهبوا في أحد منها بان رؤيا الميت في المنام بمثابة رسالة مبهمة يحملها الميت لصاحب الرؤيا ، كون الميت قد أضحى في عالم البرزخ و أضحى في إقتراب من الآخرة و إبتعاد عن الحياة الدنيا، فيكشف الله له شيء من عالم الغيب ، فكل ما يقوله الميت حق في الحلم إذا كان تنبيها أو بشارة ، و إذا كان الميت ضاحكا مستبشرا و بحال جيدة و ثياب حسنة الهيئة، فإن هذا دليل على حسن مكانته عند الله عز وجل ، و إذا رأى أحدهم الميت مهموما هزيلا يرتدي ثيابا رثة ، فإن هذا دليل على افتقار الميت للحسنات و حاجته إلى الصدقة بسبب إنقطاع عمله ، و الله أعلم
👇إقرأ موضوعنا👇
و في الختام لابد لنا من القول بأن عالم الأحلام عالم مليء بالغموض ، فيه تتحقق الرغبات المكبوتة و تمسي الخيالات و الأحلام واقعا ، فيها مخاوفنا و آلامنا التي نهرب منها في الحياة العملية، إلى العمل الدؤوب دون توقف ، إلا أن أحلامنا تأبى أن تفارفنا فتلاحقنا حتى في نومنا ، و مهما اختلفت التفسيرات بشان ماهية تلك الأحلام ، فإنها بالنهاية جزء من عالم الغيب الذي أطلعنا الله عليه بفضله ورحمته ، فلنتتبه دوما إلى أحلامنا ربما كان فيها ما يدخل الفرحة إلى قلوبنا ، ربما ضللنا قليلا عن طريق الله عز وجل فتاتي الأحلام بمثابة تنبيه للعباد ليعودوا إلى الطريق المستقيم ، ولولا الأحلام ما استمر واقع و لابقي .
تعليقات
إرسال تعليق