شهر رمضان المبارك
في البداية لابد لنا من القول بأنه في كل عام نتوق إلى شهر رمضان و استقباله بحفاوة لا مثيل لها ، فهو شهر الرحمة ، شهر المغفرة ، شهر العتق من النار ، حيث تفتح فيه أبواب الجنة و تغلق فيه أبواب النار ، و يتم تصفيد الشياطين بأصفاد خلال شهر رمضان المبارك ،
فليس على الناس من سلطان في هذا الشهر الفضيل سوى أنفسهم الأمارة بالسوء ، و شهر رمضان هو من أشهر الله الحرم ، حرام فيه عصيان الله و القيام بكل الأمور التي تؤدي إلى تهلكة النفس، حيث أن الطاعة فيه بعشرة أمثالها أو أكثر فقد وعد الله عز وجل الصائمين التائبين النائبين إليه ، بكل نية خالصة لوجهه الكريم بحسنات لا حصر لها ،
👇إقرأ موضوعنا👇
فالصوم من الأعمال التي لا تدخل الموازين يوم القيامة لشدتها و عظمة أجرها، ف الله أوصى بالصيام و قال عز وجل أنا أجزي به ، و لكن و من ناحية أخرى فإن كافة الأشهر الحرم هي أشهر الله تعالى ، فيها يتقبل الله جميع الطاعات من جميع الناس مهما بلغت خطاياهم فالله غفور رحيم جل و علا ، و لكن لشهر رمضان خصوصية تميزه عن باقي الأشهر الحرم
فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم ، و هو الشهر الذي وقعت فيه غزوة بدر ضد المشركين في مكة و قد إنتصر المسلمون فيها بفضل الله عز و جل ، فكان شهر رمضان شهر التقوى و شهر النصر و إتباع أوامر الله عز وجل و إجتناب نواهيه
كيف تثبت رؤية هلال شهر رمضان ؟
في كل عام في الليلة الثلاثين من شهر شعبان الكريم ، يترقب الفلكيون هلال شهر رمضان المبارك ، و إن لم يظهر هذا الهلال في هذا الموعد ، فإن شهر شعبان يتم عدته البالغة ثلاثين يوما ، ثم يبدأ رمضان بعد تمام عدة شهر شعبان
حيث تبدأ صلاة التراويح في ليلة ثبوت شهر رمضان ، و تكون مؤلفة من حوالي ٢٠ ركعة دون الوتر ، يقوم فيها المصلي بصلاة كل ركعتين و التسليم و البدء بركعتين جديتين، إلى حين الإنتهاء من تلك الركعات العشرين
👇إقرأ موضوعنا👇
فوائد الصيام في شهر رمضان الكريم
لقد فرض الله جل و على الصيام في شهر رمضان الكريم لعدة أسباب ،دينية و روحانية و دنيوية نذكر منها مايلي
أولا إن في صيام شهر رمضان عبادة عظيمة للغاية ، تطهر النفوس من الآثام و المعاصي ، و تحث المسلمين على الإلتزام بطاعة الله و الإمتثال لأوامره ، و اجتناب نواهيه ، فيحرص المسلم على أداء العبادات فيه من صلاة و صيام و صدقة بنية خالصة بغية التقرب من الله عز وجل و كسب رضاه، لما لهذه العبادة من مشقة و اجتهاد لا يتحملها إلا المؤمن الصادق فيبتعد في هذا الشهر عن كل ما حرمه الله، من قول أو عمل فيكون شهر الطاعة بإمتياز
ثانيا إن في صيام شهر رمضان أثر بالغ على شعور الإنسان بغيره من الناس و خاصة الفقراء ، الذين لا يكادون يجدون قوت يومهم ، فالصيام يعلمنا الشعور بالآخرين و آلامهم لا و بل مشاركتهم بها ، و مساعدتهم على قدر المستطاع عن طريق الصدقات و وجبات إفطار الصائم و غيرها الكثير من أعمال الخير ، التي تهدف و بنية خالصة إلى مساعدة كل عزيز نفس لا يعلم بحاله إلا الله عز وجل ،
👇إقرأ موضوعنا👇
فعندما نجوع نستذكر كم من الناس قد باتوا دونما اي لقمة تسد قوت يومهم ، و كم عانوا من الحرمان و المشقة بسبب فقرهم و عوزهم و عدم قدرتهم على تأمين مستلزمات أسرهم ، فالمسلم الحق هو المسلم الناصر لأخيه في السراء و الضراء ، بالقول و الفعل و العمل الصالح و المساعدة الخالصة لوجه الله تعالى
ثالثا إن في الصيام فوائد صحية لا حصر لها ،فهو يساعد على التخلص من جميع السموم المتراكمة في الجسد البشري نتيجة الأكل العشوائي و غير الصحي للعديد من الوجبات التي تضر بالجسم و صحته ، كما يساعد الصوم على تقوية جهاز المناعة الداخلي لدى الإنسان ، فإن الصوم عن الطعام و الشراب يزيد من قوة تحمل الخلايا مما يؤدي إلى ازدياد مناعة الجسم ،
كما يساعد الصوم على تعافي الغشاء المخاطي للمعدة ، و بالتالي إنكماشها و عودتها إلى حجمها الطبيعي بعد أن قام الإنسان على مدار السنة بتوسيعها بالمأكولات الدسمة و الخيارات الغير صحية ، كما يساعد الصيام في تجدد الخلايا العصبية مما يؤدي بالتالي إلى تقليل إحتمالية الإصابة ، بمرض الخرف فيما بعد
👇إقرأ موضوعنا👇
و كتلخيص لما ورد فيما سبق لابد من القول بأن شهر رمضان هو فرصة قيمة لا تعوض ، ينتظرها المسلمون بفارغ الصبر في كل عام ، لتتجلا فيه أعظم جوانب تقوى الله و طاعته ، في الإمتثال لأوامره و اجتناب نواهيه
، و في الإحساس بالغير و مساعدتهم و عدم التواني عن ذلك ، فها هو رمضان قد بات وشيكا ، قاب قوسين أو أدنى فلنستعد له بنية خالصة لوجه الله تعالى بغية التقرب منه ، و الحصول على رضاه و العتق من النار ، فرمضان هو شهر الطاعة ، و ليس شهر المأكولات و الموائد و ليس شهر المسلسلات و البرامج ، هو شهر الله فمن أدركه فقد أدرك باب التوبة
تعليقات
إرسال تعليق