لغات الحب الخمسة
في البداية ماهو الحب و ماهي ماهيته ؟ و ما مدى أهميته في حياتنا و استقرارنا النفسي ،و كيف نكون في علاقات صحية مستقرة يملأوها الود و الإحترام و التفاني ، هذا ما سوف نقرأه في السطور التالية ، ففي نفس السياق لابد في البداية من تعريف الحب ، فالحب هو عبارة عن فوضى مشاعر ، مشاعر نبيلة سامية ، هو تخبط بين الفرح و الحزن،
فساعة يحسب الإنسان نفسه سيد الكون و ملكه لأن محبوبه قد صار ملكه، فيرفعه هذا الحب إلى سابع سماء و تارة أخرى يفقد الإنسان من يحب فيعيش في تعاسة ما بعدها تعاسة ! إن الحب هو ربط كل شيء جميل بمن نحب، حتى نغدو فيما بعد أسيرين لذلك الشعور الجارف المتطرف الذي لا يعرف الحلول الوسط، ف أما سعادة أبدية أو دمار شامل لا ثالث لهما،
و لكل إنسان أسلوب خاص في التعبير عن مشاعره ، و كل إنسان هو حالة مستقلة بذاتها ، فماهية الحب و طرق التعبير عنه تختلف من شخص لآخر بحسب طريقة تفكيره و جسده المشاعري، و وجهة نظره و مكنونات شخصيته ، فطريقة تعبير الإنسان العقلاني عن الحب تختلف كثيرا عن طريقة تعبير الإنسان العاطفي ، و في السطور الآتية
سوف نلقي الضوء عن أهم لغات الحب التي قد توصل إليها بعض علماء النفس و و بعض مدربي أساليب الحياة و التواصل بين البشر ، و هي خمس لغات سوف نتحدث عنها بإسهاب كبير في السطور التالية
كلمات التشجيع
حيث أن الكثير منا ما زال غافلا حتى اللحظة، عن مدى تأثير الكلمة الطيبة على علاقتنا مع الآخرين بشكل عام و على أحبائنا بشكل خاص ، فالبشر بطبعهم لديهم شيء من الأنانية و حب الذات و السعي دوما لإمتلاك كل شيء دون مقابل ، إعتادوا الأخذ دون العطاء ، و هذا سبب دمار الكثير من العلاقات في عالمنا ، فمثلا ممكن أن يعود رب أسرة بعد يوم عمل شاق
إلى منزله منهك الجسد خار القوى ، فبدلا من أن تقوم زوجته بإستقباله بكل حنان و حب و توجيه كلمات التقدير لكل ما يقوم به في سبيل سعادة تلك الأسرة ، و العيش الكريم تبدأ باستجوابه و بطرح قائمة طويلة من الطلبات
التي لا تنتهي دون أيما كلمة شكر لذلك الرجل المنهك ، إن تأثير الكلمة و لا أكاد ان أبالغ في قول هذا إلا أن تأثيرها ذو مفعول سحري ، ف بكلمة واحدة بعبارات دعم و تشجيع و تقدير لكل ما يقوم به الطرف الآخر ، سنجعل من نحب في غاية السعادة و سوف تمده
تلك الكلمات الحانية الرقيقة الصادقة، بالقوة اللازمة لإستكمال حربه العاتية مع هذه الحياة القاسية ، فكم من كلمة طيبة أسعدت قلبا ، و حبرت خاطرا وو صلت ودا كاد أن ينقطع و أنقذت علاقات كادت
أن تدمر بشكل كامل ، فلنحاول قدر الإمكان أن نشعر أحبابنا بالإمتنان الدائم لكل ما يبذلونه ، في سبيل سعادتنا فالحب أخذ و عطاء هو مودة و رحمة هو لمسة حانية ، في ظل حياة صعبة قاسية غير عادلة لا تعرف الرحمة
👇إقرأ موضوعنا👇
تكريس الوقت
هي من النقاط الهامة جدا في علاقاتنا مع أحبائنا ، فقضاء الوقت بصورة مستمرة و تخصيص أوقات خاصة لمن نحب ، سوف يزيد متانة و صلابة علاقتنا بهم مما يؤدي إلى تطورها مع الوقت لتصبح علاقة متينة لا تنكسر بسهولة ، و إن سبب انتهاء و فشل أغلب العلاقات، هو انغماس أغلب البشر في العمل و الأشغال متناسين
أن الحياة ليست عملا و حسب بل وقتا جميلا دافئا نقضيه مع أحبابانا ، فالإهمال هو أحد أسباب مصرع الحب ، و عدم تكريس الوقت لمن نحب يجعل هذا الشخص تدريجيا و مع الوقت غير آبه لوجودنا ، فقد إعتاد غيابنا و أصبح وجودنا في حياته و عدمه لا يشكل أدنى فرق كان ، فلتحافظ على بقاء شخص في حياتك ، لابد من تخصيص وقت لقضاءه معه،
تشاركه فيه أنشطته المحببة إليه أو إحدى وجباته المفضلة، أو حتى فيلما سنمائيا قد تشاهدونه سوية ، فالندم بعد فوات الأوان ألم ما بعده ألم و عند فقدان من نحب سوف نندم على كل لحظة كنا فيها بعيدين عنهم،ز بحجة العمل و الإنغماس التام بمشاغل الحياة و ملاهيها فليكن وعينا أكبر ، فأكثر لتلك الناحية
تبادل الهدايا
هنالك نوعان من الهدايا التي يمكن أن يقدمها الشخص لمحبوبه ، في إطار توطيد العلاقة و تطويرها بالشكل الامثل ألا و هي الهدايا المادية كباقات من الزهور الفواحة ، أو علبة شوكولا متنوعة الأصناف و الأشكال،
قد تكون قارورة عطر ذات رائحة عبقة أو حتى ساعة أو محفظة أو غيرها من الماديات ، و قد تكون الهدية معنوية كإمساك يد من تحب في حال الأزمات ووجودك الداعم له في كل خطوة و قرار و مصير،
حيث قد تم إكتشاف تأثير الهدايا منذ الأزل ابتداء يقبائل المايا في أمريكا الوسطى حيث كان يحرص الأزواج أنذاك على بذل الغالي و النفيس، بشتى الطرق و تبادل الهدايا فيما بينهم ، فالهدية تعبير واضح و صريح عن الحب ، عن تقدير المحبوب ، عن الرغبة في إبقاء ذكرى لنا مستمرة في قلوبهم و إدخال الفرحة إليها
المساعدة في الأعمال المنزلية
حيث تعد المشاركة الزوجية التامة في كافة شؤون الحياة، من العوامل الهامة لإستمرارية و نجاح هذا الإرتباط و خاصة في كل ما يتعلق بشؤون المنزل و الأسرة ، على كافة الأصعدة ، فعندما يتفق الشريكان
على تقاسم الأعمال المنزلية و أعباء تربية الأطفال بشكل متساو ، فإن هذا قد يخلق نوعا من الإحساس بالإنسجام و التكافؤ و المساواة فليست هنالك أعباء يتحملها طرف دون آخر، فكلاهما ينظفان البيت و يرتبانه و يساعدان
بعضهما في الإهتمام بأطفالهما من حيث المأكل و الملبس و المشرب و الدراسة و النشاطات و غيرها ، فتنشأ بذلك أسرة مترابطة قوية يحب أفرادها بعضهم بعضا ، تخيم عليهم روح التفاني و التعاون و يغدو الوالدان قدوة صالحة لأبنائهم في المستقبل العاجل و البعيد
👇إقرأ موضوعنا 👇
الإتصال الجسدي
المقصود هنا هو أن بعض الأشخاص في الحقيقة هم أشخاص عاطفيون بطريقة مفرطة ، فهم عندما يمرون بأوقات صعبة قد يحتاجون إلى الدعم و الشعور بالأمان ، فلمسة يد حانية أو عناق أبوي دافئ
أو حتى تربيت على الكتف كل ذلك يشعر الطرف الآخر بأنه محبوب و مرغوب ، و بأنه ليس وحيدا في غمار كل ما يخوضه و بأن هنالك من يدعمه و يسنده وقت الحاجة ، كما يعتبر العناق
و إمساك اليدين من علامات الحب الواضحة للغاية ، فقد يستخدم الكثير من الأشخاص هذه الأشياء لجعل الطرف الآخر يشعر بمدى أهميته في حياتهم و بمدى الحميمية التي تجمع فيما بينهم و مدى سمو حبهم و عمقه ،
👇إقرأ موضوعنا👇
و في الختام لابد لنا من القول بأن التعبير عن الحب يختلف بين كل شخص و آخر ، بحسب شخصيته و تنشئته و طريقة تفكيره و كونه عقلانيا أو عاطفيا ، و بأن كل لغة من لغات الحب الخمسة التي أتينا على ذكرها في هذا المقال ما هي إلا وسائل مختلفة لنقول لأحبابنا كم نحبكم ، كم أنتم مهمون بالنسبة لنا ، كم أن وجودكم في حياتنا
هو بمثابة البعث بعد الموت هو وسيلة لتنفسنا الصعداء في غمار هذا الكم الهائل من الظروف الصعبة ، و التحديات الخانقة ، فلولا الحب لما إستطاع البشر تحمل كل ذلك ، ما استطاعوا أن يكملوا مسيرة حياتهم بكل مافيها من منغصات ، فوحده الحب الصادق و المشاعر النبيلة السامية من تعطي الحياة معنى جديدا ، سببا
جديدا للإستيقاظ كل كل يوم ، حافزا مشجعا نحو حياة أفضل بعيدا عن الضغينة و الحقد و كافة أمراض المجتمع الأخرى ، فلنكن السند و الأيادي المفتوحة و القلب النابض لأحبائنا و لنتذكر دوما بأن كل شيء إلا زوال ، وحده الحب هو الأثر الباقي لكل منا في هذه الحياة
تعليقات
إرسال تعليق