لودفيج فان بيتهوفن
في البداية لطالما تردد إسم فان بيتهوفن على مسامعنا بكثرة ، و لطالما كانت سيمفونياته الموسيقية و مقطوعاته الآسرة محط إعجاب العالم بأسره حتى اللحظة ، حيث تنقلنا تلك التحفة الفنية الفريدة إلى عالم الحب و الرومانسية، و السلام الداخلي و السحر الآخاذ و العاطفة الجياشة ، فموسيقاه متفردة ،
فهو قد غرد خارج السرب ، و اختار لنفسه مدرسة موسيقية لا تشبه غيرها ، فكان عراب الموسيقا الكلاسيكية الراقية بإمتياز ، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، فمن لم يستمع إلى تناغم تلك الألحان و اتساقها مع أوتار الكمان و مفاتيح البيانو ، مازال غرا لايفقه من نهل الموسيقى شيئا ،
و لذلك و في هذا المقال الفريد سوف نتعرف إلى عراب الموسيقى ، إلى ذلك الشخص الحساس الملهم ، الذي خط بمقطوعاته الموسيقية الراقية سطور المجد للموسيقى الكلاسيكية في تلك الحقبة الزمنية ، دعونا معا نتعرف إلى هذه الشخصية المتفردة في السطور الآتية ..
👇إقرأ موضوعنا👇
نبذة عن بيتهوفن
وفي نفس السياق سنتحدث عن نشأة هذا العبقري الرائع ، حيث ولد العبقري الشهير لودفيج فان بيتهوفن في مدينة بون عام ١٧٧٠م ، من أصول المانية و قد ظهرت موهبته الفذة في الموسيقى منذ طفولته و قد تتلمذ على يد والده لمدة ٢٢ سنة،
حيث تعلم العزف على البيانو و الكمان ، و قد كان طالبا نجيبا للغاية ،حيث كان يتدرب لمدة ساعات طويلة على تلك الآلات إلى أن إحترف العزف عليها بكل مهارة و إتقان ، وقد عمل بيتهوفن لاحقا مع الموسيقار الشهير موتسارت ، و يعد بيتهوفن من عباقرة الموسيقى الكلاسكية ،
كما كون بيتهوفن صداقة عميقة للغاية مع العازف هايدن ، حيث عملا معا في مجال الموسيقى الكلاسيكية ، و ذاع صيت بيتهوفن فيما بعد و لاقت أعماله شهرة منقطعة النظير ، و لكن و في المقابل لقد عاش فان بيتهوفن حياة تعيسة للغاية تملؤها الوحدة و ذلك بسبب مزاجه المتقلب، و إفتعاله المشاكل دوما مع الآخرين ،
👇إقرأ موضوعنا👇
و في نفس السياق و عند تناول حياته الشخصية ، فإن حياته كان بائسة للغاية ، حيث انه لم يتزوج يوما و لم يرتبط بعلاقة حب إلا مرة واحدة مع إمرأة متزوجة ، و قد بائت علاقته بالفشل الذريع ، كما قد أصيب بالصمم في أواخر مراحل حياته ، إلا أن ذلك لم يثنيه عن تقديم موسيقاه الرائعة ، و التي لطالما إعتاد الناس على سماعها ، و من أشهر ما قدم خلال إصابته بالصمم السيفمونية التاسعة
اهم اعمال بيتهوفن
وفي نفس السياق فإن فان بيتهوفن قد قدم للموسيقى الكلاسيكية الكثير من الأعمال، التي خلدت ذكراه حتى بعد مماته ، فكانت أعماله الموسيقية بصمة فريدة في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية ، يتغنى بها الموسيقيون حتى اللحظة ، و قد تنوعت أعمال بيتهوفن بين سيمفونيات معزوفة على الكمان ، و مقطوعات معزوفة على البيانو بالإضافة إلى السوناتا ، و السوناتا هي عبارة عن عن مقطوعة موسيقية خاصة يتم عزفها من أي آلة موسيقية ، و من اهم أعمال بيتهوفن الخالدة و الشهيرة نذكر التالي ،
سيمفونية بونابرت
و هي السيمفونية الثالثة لبيتهوفن ، و قد أطلق عليها بيتهوفن هذا الإسم تكريما لبونابرت قبل أن يعزف عن ذلك لاحقا ، ليغير إسم السيمفونية فيما بعد إلى إيروكا ، و ذلك بسبب تغير موقفه إزاء بونابرت ، حيث تحول بنظره من بطل يستحق تخليد إسمه إلى مستبد بلا هوادة ، و قد كانت تلك المعزوفة تجسيدا لصورة الموت عبر الموسيقا ، فحققت شهرة واسعة أنذاك ، و قد إستخدم بيتهوفن العديد من الآلات الموسيقية في تلحين تلك السيمفونية ، كالفلوت و الكلارينيت ، و الأوبوا و الباسون و الهورن و الآلات الوترية و غيرها ، حيث تعانقت كل تلك الآلات بإنسجام بالغ للغاية، لتنتج تلك المعزوفة الفنية الأزلية الخالدة
قصيدة الفرح
وهي السيمفونية التاسعة لبيتهوفن ، و قد إستوحاها من قصيدة الفرح للشاعر شيلر ، حيث كانت تلك القصيدة بمثابة صرخة في وجه الإقطاعية و مناهضة للسياسات التي تقوم ضد الشعب في أوروبا ، بعد الإطاحة بنابليون بونابرت ، فكانت تلك السيمفونية تعبيرا صارخا عن مناهضة كل تلك السياسيات القمعية والتصدي لها ، حيث أدتها جوقة كورال موسيقية و نالت شهرة كبيرة
👇إقرأ موضوعنا👇
صناعة الرقائق الإلكترونية و السيطرة على تكنولوجيا الفضاء
سوناتا ضوء القمر
حيث قد ألف بيتهوفن هذه المقطوعة الشهيرة في مرحلة تدهور السمع لدبه ، و قد أهداها إلى حبيبته الأرستقراطية الكونتيسا جوليتا التي قد وقع في حبها ، و لكن ذلك لم يستمر طويلا بسبب معارضة والديها لعلاقتها بموسيقي و هي من عائلة أرستقراطية فجسدت تلك السوناتا الحزن النبيل ، و التقلبات المزاجية المختلفة
و الكآبة التي كان يعانيها بيتهوفن أنذاك ، فكانت نتاج حالة مشاعرية استثنائية لا مثيل لها ، و قد أحدثت ضجة عارمة لدى عزفها في دور الأوبرا لما كان لها من تأثير بالغ على محبي بيتهوفن حيث كان الشجن واضحا في كل شطر منها ، فلامست قلوب الناس و أحدثت علامة فارقة في تاريخ بيتهوفن العظيم
وفاة بيتهوفن
و نتيجة لتدهور الوضع الصحي لبيتهوفن بسبب إصابته بالصمم ، عقد بيتهوفن العزم على الإنعزال و الإبتعاد عن الحياة العامة بشكل تام بعد ما كان محظيا، لدى الأسرة الملكية أنذاك
و قد أمضى بقية حياته من دون زواج ، و صارع مرضه وحيدا فقيرا منعزلا إلى أن وافته المنية في عام ١٨٢٧م ، ليسدل الستار في ذلك الوقت على حياة ذلك المايسترو العبقري ، و لتبقى أعماله خالدة ، و شاهدة على التراث الموسيقي النبيل الذي قد خلفه ورائه
👇إقرأ موضوعنا👇
و في الختام لابد من القول بأن مايسترو الموسيقى الكلاسيكية فان بيتهوفن ، كان ولا زال الاعجوبة التي لا و لن تتكرر ، فمقطوعاته الموسيقية التي ألفها، و خصوصا أثناء صراعه مع مرضه
ما هي إلا تعبير راقي عند مدى عبقرية هذا الموسيقار ، و مدى رقي فنه فما زالت سيمفونياته تعزف حتى الآن ، في أكبر دور الأوبرا في العالم ، فبتهوفن كان و مازال مايسترو الموسيقى العالمية ، موسيقي استثنائي لن ينجب التاريخ مثله أبدا
تعليقات
إرسال تعليق