اتش تي سي من قمة النجاح إلى ذروة الفشل

 هل تساءلت يوما عن أول من ابتكر فكرة الكاميرا المزدوجة في الهواتف الذكية؟،أو عن أول هاتف أصدر بشريحة ثري جي ؟،أو حتى أول هاتف أصدر بشريحة فور جي؟،إنها شركة واحدة صنعت  كل هذا،ألا وهي اتش تي سي،نعم اتش تي سي الشركة التي توشك على الإغلاق في أيامنا هذه،كيف وصلت الشركة إلى هذه المرحلة؟سنتعرف في هذا المقال

بدايات اتش تي سي

ترجع بدايات الشركة في صنع الهواتف إلى عام1997 حيث بدأت بصنع هواتف لشركات أخرى مثل شركات الاتصالات وشركات مشهورة مثل جوجل ،وقد تأسست الشركة في تايوان حيث قامت بإنتاج العديد من الهواتف مثل اتش تي سي ماجيك واتس تي سي هيرو وبدأت الشركة كمصنع لعدة شركات مثل شركة بالم و آي  باك لشركة اتش بي وصنع أيضا لمزودي خدمات الاتصال مثل او٢ وغيرها من الشركات،قامت بعد نجاحها بصناعة أجهزة تحمل اسمها مع بداية الألفية الثانية

ولاحقا كانت اتش تي سي أول شركة تضيف واجهتها الخاصة على نظام أندرويد عام 2009وجعلت الكثير من الشركات تمشي على خطاها في هذا المجال مثل سامسونج،وفي عام 2011حصلت شركة اتش تي سي على أكبر حصة سوقية لشركة حيث تجاوزت سامسونج بفرق مبيعات يصل بمليون وحدة في السوق الأمريكي فقط

ويأتي عام2015حيث أصدرت اتش تي سي جهاز ون ام9الذي لم يلقى إقبالا واسعا على الرغم من المراجعات الإيجابية التي تلقاها حيث أنه لم يواكب متطلبات السوق التي بدأت شركات صينية مثل هواوي تهيمن عليه

وفي هذا العام أصبحت اتش تي سي تمام ما يعادل نسبة ٣،٤بالمئة فقط مت السوق الأمريكي وهذا الأمر ليس كافيا لبناء الأعمال التجارية واستمرارها في ظل وجود منافسة شرسة في السوق حيث وصلت اتش تي سي لتقوم حرفيا بالدفع للأشخاص ليشترون هواتفها فكانت لا تقوم لربح سوا سنت واحد من كل جهاز تبيعه،فهي تنفق في صناعة الهاتف الواحد تكثر مما تقوم ببيعه

ومنذ عام2015إلى عام 2017حاولت اتش تي سي استعادة السيطرة على السوق بإصدار عدة هواتف لكنها لم تلقى نجاحا كبيرا ،وفي عام 2017قامت جوجل والاستحواذ على قسم البحث والتطوير في شركة اتش تي سي مما كلف جوجل مليار ومئة ألف دولار للاستحواذ على الشركة 

صناعاتها الحالية

أما الآن فتقوم اتش تي سي بالتركيز على صناعة الواقع الافتراضي بإصداره سلسلة أجهزة فايف الموجهة لقطاع الألعاب أو قطاع الأعمال 

أسباب انهيار الشركات

هذا وقد تحدثنا بإطالة عن انهيار شرطة اتش تي سي لكن هل هي الوحيدة التي سقطت في عالم صناعة الهواتف؟،طبعا لا ،وقبلها كان هناك نوكيا وبلاك بيري لنفس السبب وهو عدم مواكبة متطلبات السوق ،أنا هو هذا المفهوم وكيف نفهمه بشكل بسيط؟

مواكبة متطلبات السوق هو تبني المؤسسة لأي استراتيجية من استراتيجيات التغيير،فعلى المؤسسة أولا معرفة السوق ،هيطلع وأشكاله الذي تنشط فيه ثم فهم القوى المؤثرة في المنافسة لتحفظ على الأقل حصتها السوقية وهذا ما لم تقم به شركة بلاك بيري عندما أصرت على الإبقاء على لوحة المفاتيح في الهواتف بينما كان عصر شاشات اللمس ،وشركة مثل نوكيا عندما أطلقت هواتف بنظام ويندوز بينما كان كل السوق يتجة باتجاه اندرويد

تبقى المواكبة هي حجر الأساس الذي تقوم عليه أي شركة سواء كانت ناشئة أم قديمة،،فهو المفهوم الأساس للتطور