تطوّر الذكاء الإصطناعي في تقنيّات التعرّف على الوجوه:
📌 استخدامات تقنية التعرّف على الوجوه:
▪️ لا يقتصر إستخدام تقنية التعرّف على الوجوه على مجال بعينه حيث أنّه يدخل في نواحٍ عِدّة تَطلّبُ تقنيات متطورة في الذكاء الإصطناعي، وحديثنا في هذا الجزء عن أبرز إستخدامات هذه التقنية، تابعوا معنا:
✳ مفهوم الجمال يختلف من شخص لآخر وهو موضوع نسبي إلى حدٍ ما، لكن مالا يختلف عليه إثنين انَّ هناك ملامح محددة تعطي الوجه جاذبية وجمال، ولكن لمعرفة طبيعة هذه الملامح بشكل دقيق؛ أجرى بعض الباحثين في علم النفس البشري وعلماء تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي من جامعة "Helsinki" في فنلندا، دراسة على 30 متطوُع من عدة جنسيات وأعراق، وكانت التجربة عبر إجراء قياسات تخطيط كهربية الدماغ(EEG) على بعض المتطوعون لرصد رد فعل كل شخص منهم على مجموعة من الصور وقياس مستويات تفاعلهم معها، ومن ثمّة تغذية برامج الذكاء الاصطناعي بهذه النتائج، لتعليم خوارزميات هذه التقنية وإكسابها معطيات تمكّنها من القيام بفعل محدد، وهذا النظام يُطلق عليه إسم "الشبكة العصبية التوليدية"(GAN)، وهو قادر على قراءة الوجوه والتعرّف على ملامحها ورصد إستجابة المشاركين لمجموعة من الصور المعروضة امامهم، ومن ثمّة صنع وجوه إصطناعية بشكل دقيق ومثالي تحتوي ملامح تم حفظها في خوارزميات التقنية على إنّها ملامح جذّابة وجميلة، وذلك لإرضاء رؤى مخصصة للجمال المثالي المرّكب.
🔸 ويعتبر التعرّف على الوجوه قضية ثورية تتسابق الشركات الكبرى على تطويرها لاستخدامها في مجالات متنوعة في سياق الحماية والخصوصية، إبرز هذه الشركات (Microsoft), (Apple), (Google), (Facebook) بالإضافة للعديد من الخبراء والباحثين في هذا المجال، ومثال على ذلك"Gaussian Face"والتي طوّرها باحثون في جامعة هونغ كونغ الصينية حيث استطاعت الخوارزمية التفوّق على قدرات التعرّف البشرية بنسبة 98.54%
بينما جوجل طوّرت خوارزمية حققت نجاح بنسبة تعرّف 99.63% من التعرّف الصحيح، حيث اعتمدت على التعرف على مجموعة صور وربط هذه الصور بصور آخرى تعود لذا الشخص، وهذه التقنية تستخدمها الشركة في تطبيق
Google Photos في الهواتف الذكية لفرز هذه الصور وترتيبها وفقاً للأشخاص الموجودين فيها.
🔹 وقد نشرت"دائرة التقنية والعلوم"التابعة لمركز الأمن القومي الأمريكي
نتائج اختبارات لـ12 تقنية للتعرّف على الوجوه وقد حققتْ أبرز هذه التقنيات نسبة تعرّف صحيحة 99.45% وفي زمن قياسي، ولم يتوقف الباحثون التابعون لهذه المنظمة عند هذا الحد بل عمدوا على تطوير هذه التقنية لمستوى يمكّنهم من التعرّف على المشاعر البشرية من خلال الصور، حيث بات بأمكان هذه التقنية معرفة إن كان صاحب الصورة سعيداً أم حزيناً، غاضباً أم هادئاً، خائفاً والكثير من المشاعر.
✳ ولا يزال التقدّم و التطوير في مجال الذكاء الاصطناعي مستمراً وتتزايد وتيرة السباق بين الشركات والمنظمات على تطوير خوارزميات وتقنيات الذكاء الاصطناعي وقد كان أداء هذه الشركات ملفت للأنظار خصوصاً في السنوات الأخيرة وفقاً لتقارير الهيئة الوطنية الأمريكية للمعايير والتقنية NIST.
- ومن المتوقّع أن تصل نسبة النمو في هذا المجال إلى 16% في الفترة بين 2019 و 2024 ووصول حجم سوقها إلى أكثر من 7 مليار دولار في عام 2024.
📌 مجالات عمل تقنية التعرف على الوجوه:
1. المراقبة الأمنية في القطاعات الحكومية.
2. الطائرات بدون طيار Drones وذلك للتعرف على المشتبهين في اماكن التجمّع، من مسافات بعيدة وزوايا مختلفة.
3. المراقبة الحدودية بين الحدود.
4. الحماية والأمن العام.
5. حماية المنشآت والممتلكات الخاصة.
6. مراقبة التغيّر الصحي للمرضى في المستشفيات والعيادات.
7. تطوير الخطط التسويقية من خلال التعرّف على مشاعر العملاء حيال بعض الخدمات والمنتجات.
8. تسهيل وتسريع حركة السير في المطارات ونقاط التفتيش.
-والكثير من الأستخدامات في مجال المراقبة الأمنية والحماية والصحة والتسويق وغيرها الكثير.
📌 خرق الخصوصية:
-في ظل التقدم الرهيب في هذا المجال وقيام الكثير من الحكومات بحفظ البيانات الحيوية لمواطنيها، مما ولَّد عند الكثير من الناس مخاوف حقيقية من إستغلال هذه البيانات بطرق غير مشروعة ولأغراض من الممكن أن تكون خطيرة جداً، خصوصاً بعد التطوّر الكبير في مجال الأختراق الإلكتروني وتزايد الهجمات الأمنية.
لذلك منعت العديد من الدول والمدن جمع هذه البيانات بما فيها بصمة الوجه واستخدامها لأي غرض كان دون موافقة شخصية من صاحب العلاقة، ومن هذه الدول:
🚩-دول الإتحاد الأوربي
🚩-السويد
🚩-مدينة سانفرانسيسكو
🚩-ساندييغو
🚩-أوكلاند
🚩-عدة ولايات امريكية(واشنطن_تكساس_إلينوي_كاليفورنيا)
📌 خداع تقنية التعرف على الوجوه:
على الرغم من تطور هذه التقنيات إلا إنه يمكن خداعها بطرق بعضها من غير الممكن تحديده بالعين البشرية ولكنه يسبّب خلل وإرباك في خوارزميات هذه التقنيات، وهذا ما كشفته مجلة "فوريس" حيث تحدّثت عن وجود طريقة يمكن بها إجراء تعديلات بسيطة على مربعات Pixel تمكّن من خداع نظم المراقبة، بالإضافة للكثير من الأساليب والحيل التي يمكن استخدامها في هذا السياق، كاستخدام مساحيق التجميل او تغيير لون البشرة او استخدام الأقنعة.
✴ وهذا مادعا الكثير من الشركات التي تعمل وفق هذه التقنية على العمل على تطويرها بشكل لايمكن خداعه، ولصعوبة هذا الأمر من المرجّح اعتماد تقنية مساعدة إضافية، مثل استخدام تقنية التعرف على بصمة الإصبع مع تقنية التعرف على الوجه او تقديم نموذج اسألة أمنية مع بصمة الوجه، او اي وسيلة اخرى داعمة.
⚠ ختاماً: يبقى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في حالة تطوّر دائم، وبقدر ماتقدم هذه التكنولوجيا خدمة للبشرية بقدر ما تحقق خرق لخصوصيتنا وتعرّض هويتنا للخطر.
✅ أتمنى ان اسمع آرائكم في هذا الشأن، وإلى أي درجة يمكنكم التخلي عن حفظ خصوصية بياناتكم في سبيل الحصول على ميزات التطور التكنولوجي؟
أنتظر آرائكم أوتجاربكم في التعليقات. 😊
تعليقات
إرسال تعليق